11‏/04‏/2008

الربط بين الألفاظ والمعاني

المسألة الأولى: مفهوم هذا الربط
هو : ربط اللفظ بالمعنى ؛ أي : حفظ المعاني ، وهو أيضا: ربط الآية بالواقع ؛ أي: تنزيل الآية على المواقف والأحوال اليومية التي تمر بالشخص ، هو التمثل بالقرآن في كل حدث يحصل في اليوم والليلة ، بحيث يبقى القرآن حيَّاً في القلب تؤخذ منه الإجابات والتفسيرات للحياة ، وتؤخذ منه التوجيهات والأنظمة في كل صغيرة وكبيرة ، وهذا الربط يعرف عند علماء النفس بالاقتران الشرطي ، ويعرف بالوقت الحاضر عند علماء البرمجة بالإرساء ، وهو ما يعرف في القرآن والسنة بالذكر أو التذكر ، وهو يعني تداعي المعاني ، كما قال تعالى؛{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [(201) سورة الأعراف] .
المسألة الثانية: أنواعه
الربط أو التداعي نوعان : عفوي وقصدي ، فالعفوي إلهامات وفتوحات يفتحها الله تعالى على من يشاء من عباده ، وقصدي : وهو أن تقوم بالربط ثم التكرار حتى يرسخ ويثبت ، والتكرار الذي يحقق الربط نوعان : الأول : التكرار الآني ، و الثاني : التكرار الأسبوعي ، أما التكرار الآني فسبق بيانه في المفتاح السابع ، وأما التكرار الأسبوعي فسبق بيانه في المفتاح الخامس .
المسألة الثالثة: كيفية الربط
أن تكرر اللفظ مع استحضار معنى جديد في كل مرة ، حتى تمر على كل المعاني التي يمكن أن تتذكرها من النص أو اللفظ ، وقد سبق ذكر كلام الحسن البصري ’ حين قام الليل كله يكرر قول الله تعالى : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فلما قيل له ؟ قال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة.
المسألة الرابعة: حسابات الألفاظ والكلمات
الألفاظ قوالب المعاني وحساباتها البنكية ، فكلمة عند شخص لها خمسة معاني ، وعند آخر سبعة معاني ، وعند ثالث : صفر خالية لا تعني له شيئا .
إن إدارك ووعي الناس لآيات القرآن يتفاوت تفاوتا كبيرا مع أن الآية هي الآية يقرؤها هذا ويقرؤها هذا وإن ما بينهما في عمق فهم الآية أو الجملة كما بين المشرقين

ليست هناك تعليقات: