11‏/04‏/2008

الترتيل في التلاوة للقرآن

الترتيل يعني الترسل والتمهل ، ومن ذلك مراعاة المقاطع والمبادئ وتمام المعنى ، بحيث يكون القارئ متفكرا فيما يقرأ ، قال الله تعالى : { ورتل القرآن ترتيلا } [4 المزمل ] ، قال ابن كثير : أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره ، وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه ، قالت عائشة رضي الله عنها : " كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها وعن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كانت مدا يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم ، وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان يقطع قراءته آية آية { بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين }.
قال الحسن البصري ’ : يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة وقد أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على نهيك بن سنان ’ سرعته في القراءة حين قال : قرأت المفصل البارحة فقال عبد لله رضي الله عنه : "هذّاً كهذِّ الشعر ! إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القُرَناء التي يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه لعلقمة ’ -وقد عَجِل في القراءة -: " فداك أبي وأمي رتل فإنه زَيْنُ القرآن ، قال ابن مفلح ’: "أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة وأكمله أن يرتل القراءة ويتوقف فيها ، وصفة قراءة القرآن التي نقلت إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته è تدل على أهمية الترسل وتزيين الصوت بالقراءة ، فمن ينظر إلى أي كتاب في التجويد يدرك هذه الحقيقة بجلاء ووضوح ، ولم ينقل ذلك إلا للقرآن ، فالأحاديث ولخطب والمواعظ لم ينقل فيها شئ من ذلك ، وإنه لفرق كبير في التمهل والتأني بين من يطبق أحكام التجويد ومن لا يطبقها بل يهذ القراءة هذّاً .
عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ، ثم النساء فقرأها ، ثم آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ

ليست هناك تعليقات: